"سيارات المراهقين".. ترفع شعار الممنوع مرغوب
منذ 6 ساعات
يعض الشعارات على سيارات المراهقين
بوابة الشرق- نايف الشمري
تشهد ظاهرة وضع الملصقات أو الشعارات أو الصور على زجاج السيارات اقبالاً وانتشاراً بين أوساط الشباب المراهق من السائقين، بهدف لفت انتباه الآخرين إليهم، رغم أن القانون يخالف كل سائق يضع شعاراً، أو عنواناً، أو رقم جوال على زجاج السيارة، وقد تصل إلى حجز السيارة، إلا أن بعض السائقين من الشباب من باب "كل ممنوع مرغوب" يمارسون هوايتهم المفضلة.
وقال محمد المري انه يشاهد في بعض الشوارع انتشار ظاهرة تركيب شعار أو ملصق معين على زجاج السيارات من قبل بعض السائقين من الشباب المراهق، واكثرها يكون في الزجاج الخلفي لسياراتهم، والبعض منهم يجهل معناه حيث يكون شعارا مكتوبا باللغة الانجليزية، وقد يحتوى على معنى معين غير مقبول في المجتمع القطري، مبينا أن بعض الشباب هداه الله يقوم بالتقليد الأعمى لبعض اقرانه من المراهقين، ويحذر المري من تمادي هذه الظاهرة مطالبا الجهات المعنية بتشديد العقوبة لمنع انتشارها.
ويقول ياسر الكلدي إنه يؤيد وضع بعض الملصقات الهادفة التي يستعملها بعض الشباب على سياراتهم منها اذكر الله، انتبه طفل داخل السيارة، أو ملصق ناد رياضي معين، أما فيما يخص تركيب شعارات أو ملصقات تخدش الحياء العام فيعتبرها الكلدي مرفوضة تماما ولا يقبلها المواطنون، ويطالب بتفعيل دور الاهل في تشجيع الاخلاق الحميدة التي يتحلى بها المجتمع القطري، مشيرا إلى ان دور الاسرة مهم في تجنب هذه الظاهرة، بل الاساس في تفاديها.
ويضيف علي حمد أنه ضد ظاهرة تركيب الشعارات على زجاج السيارة من قبل بعض السائقين المراهقين، مبينا ان بعض الشباب الله يصلحه يهدف لتحقيق مآرب اخرى من وراء تركيب هذه الشعارات، ويطالب الجهات المعنية باستغلال طاقات الشباب فيما يحقق مصلحتهم، من خلال تنمية قدراتهم في امور مفيدة في حياتهم اليومية.
وحول ماهي الأسباب وهل العوامل النفسية أو طبيعة المراهقين هي السبب في انتشارها؟ والحلول كيف نصل إليها هل عن طريق الاهل من خلال التربية، او تشديد العقوبة، أو انشاء اندية ومراكز تستقطب هؤلاء؟ يقول الدكتور اسامة الجيلي استشاري نفسي بمركز (العوين) إن ظاهرة وضع الملصقات من الظواهر القديمة التي لايكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات، ولكن طبيعة الملصق ومحتواه يختلف من مجتمع إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى.
ويوضح قائلاً نجد هناك من يهتم بالجوانب المتعلقة بالرياضة وآخر بالافلام السينمائية والنجوم وواحدا بالغناء، والبعض بالموضة فكل صاحب اهتمام تكون له رؤية أو طريقة للتعبير أو التسويق للجوانب التي يهتم بها وفي بعض الأحيان يسيطر حدث معين فتكون له الاولوية في التعامل فنجده يجد حظه أكثر من غيره في الاحداث اليومية مثل (مباراة في كرة القدم بين فريقين مهمين أو أي أحداث أخرى لها طبيعة خاصة أو مرتبطة بفترة زمنية محددة )، ولكن اسلوب التعبير عن هذه الاهتمامات يرتبط بطبيعة الحال بشخصية الفرد وتعكس الى حد ما السمات والصفات المرتبطة به، ويضيف أن هناك من هم على درجة من الوعي والعقلانية فنجد مثل هؤلاء الاشخاص يعبرون عن اهتماماتهم بالكتابة على زجاج السيارات بأسلوب وطريقة لا تتنافى مع معايير المجتمع وقيمه، ويحترمون الذوق العام، وبالمقابل نجد هناك مجموعة من الشباب والمراهقين يكتبون أو يضعون الملصقات بطريقة أو أسلوب يتنافى تماما مع ثقافة المجتمع.
ورأى أن هؤلاء الشباب أصبحوا إمعة يقلدون المجتمعات تقليدا أعمى دون تميز ودون مراعاة لخصوصية مجتمعاتهم، محذرا من الانكباب الاعمى على الغير الذي يطمس معالم الشخصية ويفقد الانسان بوصلته الاجتماعية وهذا ما ينطبق على الشباب الذين يكتبون على زجاج السيارات عبارات تخدش الحياء أو عبارات تنم عن العنصرية، وتشير مثل هذه التصرفات الى وجود خلل واضح في شخصية هؤلاء الشباب يتمثل في:
وجود نمط متأصل من عدم الإكتراث بالعلاقات الاجتماعية والقدرة المحدودة على استشعار الخبرات الانفعالية والتعبير عنها، أيضاً قصور واضح في القدرة على التعامل بإيجابية مع الآخرين مع شطحات في التفكير والمظهر والتصرفات والخيالات الشاذة والانشغال بالأمور الغريبة والسطحية، وكذلك عدم الاستقرار الانفعالي وعدم الاستمرار في العلاقات مع الآخرين وعدم ثبات صورتهم عن أنفسهم، ايضا الاستهانة بحقوق الاخرين وعدم الالتزام بالمعايير الاجتماعية والقانونية.