الوساطة القطرية لإطلاق راهبات معلولا إنسانية بدون أبعاد سياسية
منذ 5 ساعات
السيد علي بن حمد المري - سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية
بيروت - حسين عبدالكريم
أكد سعادة السيد علي بن حمد المري سفير دولة قطر لدى الجمهورية اللبنانية أن الوساطة القطرية لإطلاق راهبات معلولا ذات بعد إنساني، وليس لها أي أبعاد سياسية.. جاءت بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إيمانا من سموه بمبادئ الانسانية، وحرصه على حياة الافراد وحقهم في الحرية والكرامة. ونفى سعادة السفير ما تناولته بعض الوسائل الإعلامية بخصوص دفع مبالغ مالية لإطلاق سراح الراهبات، وقال: إن قطر لم تدفع مطلقا اي مبلغ مالي لإتمام عملية الإفراج. مؤكدا أن قطر دائما تساعد الشعوب والافراد، دون أن تطلب أي مقابل معنوي أو سياسي.
قطر لم تدفع أي مبلغ مادي في عملية الإفراج عن الراهبات
وأشار سعادته في حوار خص به "الشرق" إلى أن قطر لن تتأخر عن لعب اي دور يخدم إطلاق سراح المطرانين "يوحنا إبراهيم وبولس يازجي" بوصفه قضية إنسانية.
وأكد حرص قطر على مساعدة الشعب السوري والوقوف الى جانبه لنيل مطالبه المشروعة، والعودة إلى سوريا، مشيرا الى المبادرات القطرية التي اطلقت منذ بداية الازمة لإغاثة النازحين السوريين في لبنان، وعلى الوقوف مع الشعب السوري، وقال في هذا السياق: لا ننسى مكرمة سمو الأمير الوالد بمساعدة اللاجئين السوريين إلى لبنان، والمكرمة الأميرية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وكذلك في دول الجوار.. وهذا نص الحوار:
الوساطة القطرية
* تداولت الصحف الكثير من القصص عن صفقة إطلاق الراهبات فما حقيقة الدور القطري؟
ـ بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الأجهزة المعنية بدولة قطر، بأن تقوم هذه الجهات بالوساطة لإطلاق سراح راهبات معلولا، حيث قامت هذه الجهات بجهود حثيثة منذ ديسمبر الماضي.. وطبعاً نشكر الله على أن هذه الوساطة القطرية نجحت في إطلاق سراحهن، وهذه الوساطة القطرية أتت إيمانا من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى، بمباديء الإنسانية، وحرصه على حياة الافراد وحقهم في الحرية والكرامة. كذلك شهدت العملية أطلاق أكثر من 153 معتقلة من سجون النظام السوري. وهذا ايضا يصب في الموضوع الإنساني نفسه. ولا بد من التنويه بالدور الذي لعبه مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم بتوجيهات من فخامة الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
البعد الإنساني
* هل دفعت قطر أي أموال لإطلاق الراهبات؟
ـ لم تقم دولة قطر بدفع اي مبلغ مالي في عملية اطلاق راهبات معلولا، مطلقاً، ولم تدفع اي مبلغ مادي. على عكس كل ما تحدثت به بعض وسائل الإعلام.
* كيف يمكن تصنيف منطلقات الوساطة القطرية، هل هي إنسانية أم سياسية؟
ـ هذه المهمة والوساطة القطرية لا تندرج الا في الناحية الإنسانية فقط، ومن إيمان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بمبادئ الانسانية، وقطر دائما تساعد الشعوب والأفراد دون أن تطلب أي مقابل معنوي أو سياسي.
* هل ستستكمل قطر دور الوساطة في ملف المطرانين؟
ـ في ملف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي نأمل من الله عز وجل أن يطلق سراحهما، والذي يعرفه الجميع أن قطر لن تتأخر عن لعب أي دور يخدم هذه القضية الإنسانية.
العلاقة متميزة مع لبنان
* هل تشكل الجهود القطرية في ملف الراهبات نقطة تحول تجاه عودة الجهود السياسية القطرية إلى لبنان؟
ـ العلاقة بين قطر ولبنان علاقة متميزة منذ عقود، وهي علاقة تاريخية وأخوية، ونحن نسعى الى تعزيز هذه العلاقة بين البلدين الشقيقين. ونحن حريصون على هذه العلاقة بتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. ولا ننتظر إنجاز أي مهمة أو إفراج عن مخطوفين لتعزيز هذه العلاقة.
حريصون على مساعدة النازحين حتى نيلهم مطالبهم والعودة إلى سوريا
ملف النازحين السوريين
* في ملف النازحين السوريين إلى لبنان. هل سنشهد مبادرات قطرية في هذا الملف؟
ـ دائما قطر موجودة لمساعدة النازحين السوريين، وقد حرصت دولة قطر منذ بداية الأزمة السورية على الوقوف مع الشعب السوري. وفي المبادرات القطرية لا ننسى مكرمة سمو الأمير الوالد بمساعدة اللاجئين السوريين إلى لبنان، والمكرمة الأميرية من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. بمساعدة النازحين السوريين في لبنان، وكذلك في دول الجوار. وكذلك المبادرات من الجمعيات والمؤسسات القطرية وتبرعات المواطنين القطريين لمساعدة السوريين في لبنان، وأي مكان. ودولة قطر تحرِص على مساعدة الشعب السوري والوقوف الى جانبه، لنيل مطالبه المشروعة، والعودة إلى سوريا.
البطريركية المارونية تشكر قطر
وخلال حوار "الشرق" مع السفير المري وصل إلى مقر السفارة الأب إيلي ماضي (من البطريركية المارونية في لبنان) الذي جاء الى السفارة لتقديم الشكر لدولة قطر على إطلاق راهبات معلولا.. وصرح لـ "الشرق" قائلاً:
نحن لسنا بعيدين عن دولة قطر، سواء من خلال العلاقة مع صاحب السمو الأمير الوالد، وحضرة صاحب السمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، الذين لهم أيادي بيضاء في الأعمال الإنسانية، وما زالت، ونحن عندما كنا في زيارة مع غبطة البطريرك الكاردينال الراعي للدوحة في تشرين الأول الماضي، طلبنا من سموه بذل الجهود لإطلاق المطرانين المخطوفين، وقبل موضوع خطف راهبات معلولا. وأبدى كل رغبة وتعاون في العمل لإطلاق سراحهما.. وقال: إن كان لدينا معلومات عن مكان احتجازهم. فهم جاهزون للمساعدة، وهذا ملف إنساني يضعون فيه كل إمكاناتهم.
إيلي ماضي لـ "الشرق": قطر وعدت ووفت
وهذا العمل الإنساني ظهر من خلال مساعدتهم في إطلاق مخطوفي اعزاز، وراهبات معلولا. وكان لهم أياديَ بيضاء وتعاون في هذين الملفين.
وهذا عمل إنساني ونحن نتمنى السلام والأمان لسوريا ولكل بلد عربي. ونحن حريصون على العلاقة مع الإخوة العرب وخصوصاً قطر.
ونحن نشيد بالدور القطري في الحفاظ على مسيحيي الشرق، وتقديم كل ما يلزم لذلك، وقطر تشجع حوار الحضارات والحوار بين الاديان، وقطر دائما ترعى الانفتاح.
ونحن في زيارتنا في عام 2008 ومع صاحب الغبطة الكاردينال صفير، طلبنا من سمو الأمير الوالد في ذلك الوقت إمكانية بناء كنيسة للموارنة الموجودين في قطر. وأبدى كل استعداد. وعند آخر زيارة لنا في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي مع الكاردينال البطريرك الراعي، أبلغنا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتقديم قطعة أرض لبناء الكنيسة في الدوحة. وأقول: شكراً لقطر.. فكلها وفاء!! قطر وعدت ووفت.. على الصعيد الإنساني، وعلى كافة الأصعدة.